هناك زعماء يأتون ثم يمضون، وهناك آخرون…يظلون في الذاكرة كأنهم لم يأتوا ليحكموا، بل ليكتبوا فصلًا من رواية العالم.
نتنياهو وترامب من هذا النوع الأخير.عادا معًا—الأول من أزماته، والثاني من صناديق الاقتراع—كأن السياسة لم تجد سواهما لتعيد المسرحية من بدايتها.ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، عادت معه تلك الثنائية الغريبة:زعيمان يبتسمان في وجه العاصفة، ويكتبان التاريخ كما يحلو لهما، لا كما يجب أن يُكتب.
العلاقة بينهما ليست تحالفًا بالمعنى الدبلوماسي البارد، بل كيمياء غامضة من الإعجاب والمصلحة، كأن كلًّا منهما يرى في الآخر صورته في مرآة السياسة.
ترامب يرى في نتنياهو نسخة عبرية منه:رجل يتحدى المؤسسات ويؤمن أن العالم لا يُدار بالعقل بل بالحدس والهيبة.ونتنياهو يرى في ترامب حليفًا إلهيًا يمدّه بشرعيةٍ كان يحتاجها كلما تصدّعت جدران حكمه في الداخل.
الاثنان يتحدثان بلغة واحدة:لغة“المنقذ”الذي وُلد لزمنه، والذي لا يُفترض أن يرحل قبل أن يُعيد ترتيب الفوضى على هواه.
ولهذا حين عاد ترامب، لم تعد السياسة فحسب، بل عاد الزمن الشخصي للزعامة، حيث تُدار الحروب من الغرف المغلقة لا من القاعات، وتُكتب الاتفاقيات على ورقٍ من الكبرياء لا من القانون.
في البيت الأبيض، يخطط ترامب لصفقات جديدة كمن يوزّع أوراق لعبة شطرنج يعرف نهايتها مسبقًا.
وفي تل أبيب، يبتسم نتنياهو، مدركًا أن فرصةً كهذه لا تتكرر:رئيس أمريكي يعيد فتح الباب لنفوذٍ كان يوشك أن يُغلق.
لكن خلف تلك الابتسامات تختبئ المعادلة الحقيقية:تحالف نجاةٍ لا تحالف دول.
كل أزمة لأحدهما تتحول إلى وقود للآخر، وكل خطابٍ أو صفقة هي طلقة جديدة في معركة البقاء الطويلة.
للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.
هل فعلاً كتب ترامب ونتنياهو فصلاً جديدًا في تاريخ التحالفات السياسية؟
عاد ترامب إلى السلطة، فعاد معه زمن التحالفات التي تُدار من غرفة الزعيم لا من قاعات الدبلوماسية.

التعليقات