ما بعد كوب 30 في البرازيل: هل دخل العالم مرحلة "ما بعد اتفاقيات المناخ"؟

عندما تصبح القمم عاجزة عن إنقاذ الكوكب، يبحث المستقبل عن قادة جدد خارج القاعة.

ما بعد كوب 30 في البرازيل: هل دخل العالم مرحلة "ما بعد اتفاقيات المناخ"؟

بعد قمة كوب 30 في بيليم، خرج العالم بانطباع واحد:هناك فجوة هائلة بين الرمزية المناخية والنتائج الحقيقية.فقد جاءت القمة في قلب الأمازون، حيث يُفترض أن يصبح العالم أكثر جرأة في مواجهة الوقود الأحفوري…لكن البيان الختامي تجاهل بشكل كامل أي التزام واضح لخفض الفحم أو النفط أو الغاز، مستعيضًا عنها بعبارات عامة حول“مسارات طوعية”لا تحمل أي قوة إلزامية.لقد وصف مراقبون نتائج القمة بأنها“خطط لصنع خطط”، بينما تستمر حرارة الكوكب في الاقتراب من مسار خطير قد يصل إلى 2.6–2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

المشهد السياسي داخل القمة كشف أيضًا تباينًا صارخًا بين الشمال والجنوب.الدول النامية طالبت بتمويل حقيقي لتعويض خسائر الكوارث المناخية، بينما ترددت الدول الغنية في تقديم تعهدات ملموسة.ورغم إعلان مضاعفة تمويل التكيّف إلى نحو 120 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، فإن هذا الالتزام جاء مؤجلاً خمس سنوات إضافية وبدون آليات تنفيذ واضحة.والأخطر أن صندوق الخسائر والأضرار—الذي يُعد الأداة الوحيدة لإنصاف الدول المتضررة—ما زال شبه فارغ، رغم احتياجات قد تصل إلى 290–580 مليار دولار سنويًا للدول النامية وحدها.

وعند مقارنة كوب 30 بقمم دبي وباكو، يبدو أن العملية التفاوضية تمرّ في تراجع متواصل:
كوب 28 تجرّأ وذكر“الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري”.
كوب 29 تجاهل المصطلح تقريبًا.
أما كوب 30، فأسقطه نهائيًا.

ورغم الجمود الرسمي، شهدت بيليم صعود ظاهرة جديدة:تحالفات طوعية خارج إطار الأمم المتحدة.فقد أطلقت كولومبيا ودول أخرى“إعلان بيليم”للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، بمشاركة عشرات الدول.كما برز دور المدن الكبرى والشركات التي تقدم التزامات مناخية مستقلة، ما دفع بعض الخبراء للقول إن“مستقبل المناخ يتشكل خارج قاعات المفاوضات أكثر مما يتشكل داخلها”.

لكن هذه الدينامية تحمل وجهًا مظلمًا أيضًا:خصخصة الحوكمة المناخية.إذ تخضع المبادرات غير الرسمية لرقابة محدودة وقد تُستخدم أحيانًا لتجميل صورة شركات الوقود الأحفوري دون تغيير حقيقي، في وقت يتراجع فيه تمويل المناخ، ويتقلص الدعم للدول الأضعف، وتزداد المخاوف من أن ينهار الإطار الدولي المبني على العدالة والمسؤولية المشتركة.

بعد عشر سنوات على اتفاق باريس، تبدو الفجوة بين العلم والسياسة أكبر من أي وقت مضى.المطلوب لبلوغ هدف 1.5 درجة هو خفض انبعاثات العالم بنسبة 43٪ بحلول 2030، بينما المسار الحالي لا يحقق أكثر من 12٪ بحلول 2035.هذا الانحراف يعكس أزمة شرعية حقيقية تهدد مستقبل الاتفاق برمّته، إذ يشعر الجنوب العالمي أن“الصفقة غير عادلة”:التزامات بلا تمويل، ووعود بلا تنفيذ، ومؤتمرات تنتهي ببيانات لفظية لا تغيّر الواقع.

ومع هذه التطورات، تبرز أمام العالم سيناريوان:
الأول:التفكك التدريجي، حيث تنهار الثقة، وتتراجع الالتزامات، ويقترب الكوكب من احترار يفوق 3 درجات مئوية.
الثاني:إعادة البناء، حيث تنشأ تحالفات مناخية جديدة خارج الأمم المتحدة، قد تقودها قوى اقتصادية كبرى، أو شراكات مبتكرة بين الشمال والجنوب، لتطبيق إجراءات فعلية بعيدًا عن البيروقراطية.

الرسالة الأساسية للدراسة واضحة:
نحن نعيش بداية مرحلة جديدة من العمل المناخي، مرحلة قد تخرج فيها القيادة من يد النظام الدولي التقليدي، لتظهر شبكات بديلة تقرر مصير الكوكب…شئنا أم أبينا.

للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.


 

الوسائط والمرفقات

الفيديوهات (1)
التحميلات
ما بعد كوب 30 في البرازيل هل دخل العالم مرحلة ما بعد اتفاقيات المناخ؟.pdf
378.0 KB