المقدمة
في العقود الأخيرة، تحوّل الخطاب الشعبوي من ظاهرة هامشية تظهر في لحظات الأزمات إلى أحد أكثر المنتجات السياسية انتشارًا وتأثيرًا في العالم.ما كان يُنظر إليه بوصفه انحرافًا طارئًا عن"السياسة العقلانية"بات اليوم جزءًا أصيلًا من الحملات الانتخابية، ومن المزاج العام، ومن السرديات التي تُعيد تشكيل العلاقة بين المواطنين والدولة.يعود صعود الشعبوية إلى تحوّل عميق في البنية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للعصر الحديث؛ إذ يعيش الأفراد في عالم تتزاحم فيه الأزمات الاقتصادية، وتتصاعد فيه موجات عدم اليقين، وتتراجع فيه الثقة بالمؤسسات التقليدية، بينما تسيطر منصّات الاتصال السريعة على تشكيل الرأي العام وعلى تعريف“الحقيقة”و“العدو”و“الحل”بطرق جديدة وغير مسبوقة.
في هذا المشهد المضطرب، تبدو الشعبوية منتجًا سياسيًا مصممًا بعناية أكثر من كونها ردّة فعل غاضبة.فهي تقدّم للناس ما يحتاجونه نفسيًا:سرديات بسيطة لعالم معقد، وخصمًا واضحًا يمكن تحميله المسؤولية، وحلولًا سريعة تُعطي وعدًا بالخلاص دون تكلفة.وهي، في الوقت نفسه، تستثمر في الإرهاق المعرفي للجمهور، وفي تعب الذهن من كثافة المعلومات، وفي الحاجة إلى يقين هويّاتي يختزل العالم إلى ثنائية“نحن”في مقابل“هم”.وبقدر ما تبدو هذه الوصفات بدائية، فإن فعاليتها تكشف عن هشاشة الأنظمة الديمقراطية المعاصرة وعجزها عن مخاطبة المواطنين بلغة قادرة على خلق المعنى واستعادة الثقة.
يهدف هذا البحث إلى تحليل الشعبوية كمنتج سياسي مكتمل يستخدم آليات محددة لصناعة“العدو السهل”وابتكار“الحل البسيط”، ثم يستعرض لماذا أصبح مقاومة هذه الأدوات أمرًا بالغ الصعوبة في زمن تتراجع فيه قدرة المؤسسات على التأثير وتتصاعد فيه قوة السرديات العاطفية.ومن خلال تفكيك هذه الظاهرة، نحاول فهم كيف أصبحت الشعبوية أحد أهم مفاتيح قراءة السياسة في القرن الحادي والعشرين.
المحور الأول:من أين تأتي قوة الشعبوية؟ جذورها النفسية–الاجتماعية في عالم مضطرب
يبدأ سر الجاذبية الشعبوية من نقطة نفسية بسيطة:عندما يشعر الأفراد بأن السيطرة تتآكل، يبحثون عن يقين بديل.في علم النفس السياسي، تُظهر أبحاث"الحاجة إلى الإغلاق المعرفي"أن بعض الظروف(الخوف، عدم اليقين، ضغط الوقت، الفوضى)تدفع الإنسان إلى"الاستحواذ"على تفسير سريع ثم"تجميده"بوصفه الحقيقة، حتى لو كان التفسير مبسطًا أو منحازًا.وفي منطق"التعويض عن فقدان التحكم"، حين تتراجع السيطرة الشخصية على الحياة(اقتصاد مضطرب، وظائف مهددة، تغيرات ثقافية سريعة)يزداد الميل إلى البحث عن"نظام"ومعنى عبر تبني سرديات تؤكد وجود جهة مسؤولة عن الفوضى، أو عبر دعم نظم/رموز تبدو قادرة على إعادة النظام(Kay et al.,2009).
هنا تعمل الشعبوية كاستجابة نفسية قبل أن تكون خيارًا أيديولوجيًا:هي تقدم"راحة معرفية"أكثر مما تقدم"خطة حكم"، فتمنح الفرد خريطة بسيطة للواقع:من المخطئ؟ من البريء؟ ماذا نفعل الآن؟ ومن يقودنا؟ وحين يتعاظم عدم اليقين، تتغذى الحاجة إلى هوية صلبة:نحن"الشعب"مقابل"الآخر"، وهي دينامية تلتقي مع نظرية عدم اليقين–الهوية التي تشرح كيف يدفع القلق الذاتي بعض الأفراد نحو جماعات تقدم حدودًا واضحة وانتماءً قويًا وقادة"حازمين"(Hogg,2013).بهذا المعنى، قوة الشعبوية ليست فقط في خطابها، بل في توافقه مع حاجات نفسية تُستثار في لحظات الاضطراب.
لكن هذا المستوى النفسي لا يفسر وحده، إذ توجد طبقة اجتماعية–مؤسسية تغذي الجاذبية الشعبوية:"فجوة الثقة"المتراكمة.حين تتراجع الثقة في الحكومة والإعلام ومؤسسات الخبرة، يصبح الناس أكثر استعدادًا لتصديق روايات بديلة، خصوصًا لو جاءت في قالب قصصي أخلاقي.في الولايات المتحدة مثلاً، تشير بيانات حديثة إلى تدهور الثقة العامة بالمؤسسات، وانخفاض الثقة بالحكومة الفيدرالية إلى مستويات تاريخية(Pew Research Center,2025).وعلى المستوى العالمي، يبرز"مؤشر الضغينة/الاستياء"في تقرير إدلمان للثقة كعامل يفرض"عقوبة ثقة"على المؤسسات:كلما ارتفع الشعور بالضغينة، انخفضت الثقة عبر مؤسسات متعددة(Edelman,2025).في مثل هذه البيئة، لا يعود النقاش العام ساحة تنافس برامج بقدر ما يصبح صراع سرديات على المعنى والشرعية:من يروي"قصة"أقرب لتجربة المواطن اليومية؟ من يعطي تفسيرًا بسيطًا لمعاناته؟ ومن يحدد من يستحق اللوم؟ هنا، الشعبوية لا تأتي من فراغ بل من فشل مؤسسي في التفسير والتواصل، ومن شعور جماعي بأن"الخبراء"لا يسمعون، أو أنهم يملكون لغة لا تمس الواقع اليومي.
ويتضاعف هذا كله داخل ما يُسمى"لحظة ما بعد الحقيقة".فمصطلح"post-truth"اكتسب شهرة عالمية حين عرّفته قواميس أكسفورد بوصفه حالة تصبح فيها الحقائق الموضوعية أقل تأثيرًا في تشكيل الرأي العام من النداءات للعاطفة والمعتقد الشخصي(Oxford Languages,2016).في هذا المناخ، يتحول السياسي تدريجيًا إلى"مؤثر"يبيع رواية جذابة لا ملف سياسات معقد.ومع تشبع الفضاء الرقمي بالمحتوى، يصبح الانتباه موردًا نادرًا؛ وفي"عالم غني بالمعلومات"، قد يتحول فرط المعلومات إلى فقر في الانتباه، ما يجعل الرسالة الأقصر والأوضح أكثر قدرة على اقتناص الوعي العام(Eppler&Mengis,2004).وعندما يضيف الإنسان"تعب الذهن المعاصر"(ضغط العمل، قلق المستقبل، سيولة الخبر)يصبح الميل الطبيعي نحو الاختصار والعاطفة أقوى:الناس لا ترفض التعقيد دائمًا، لكنها غالبًا لا تملك طاقة استهلاكه يوميًا.ومن ثم، فالشعبوية تستثمر في شرط العصر:كثافة معلومات+قلة وقت+انخفاض ثقة=تفضيل رسائل قطعية قصيرة تبدو"حاسمة".
المحور الثاني:هندسة"العدو السهل"وصناعة الحل البسيط—كيف تُبنى الشعبوية عمليًا؟
إذا كان المحور الأول يشرح"الطلب"على الشعبوية، فهذا المحور يشرح"العرض":كيف تُنتج الشعبوية نفسها كخطاب قابل للبيع والتكرار والتضخيم.الخطوة الأولى هي بناء"عدو سهل":تحويل التعقيد إلى وجه.بدل أن تكون أزمة اقتصادية نتاج تفاعلات عالمية، تصبح نتيجة"نخبة فاسدة".بدل أن يكون التحول التكنولوجي مسارًا تاريخيًا، يصبح"مؤامرة"من شركات/إعلام/مؤسسات.هذا التحويل ليس مجرد تبسيط بريء، بل"هندسة إطار"تحدد المسؤول والضحية، وتعيد تعريف السياسة كصراع أخلاقي وجودي:العدو شرير بطبيعته، والخلاف ليس اختلاف سياسات بل معركة بقاء.هذا المنطق يتوافق مع قلب التعريف الشعبوي ذاته(Mudde,2004)ويُنتج تأثيرًا نفسيًا قويًا:حين يصبح العدو واضحًا، يشعر الجمهور بأن العالم قابل للفهم، حتى لو كان الفهم مختزلًا.
ومن هنا تأتي الخطوة الثانية:الحل السريع.وعود بسيطة"فورية"الأثر:سننهي المشكلة بمجرد"كسر"المؤسسة،"إسكات"الإعلام،"طرد"سبب الأزمة، أو"تجاوز"التعقيدات القانونية.يُقدَّم التعقيد بوصفه خدعة نخبوية، وتُقدَّم القيود المؤسسية بوصفها تواطؤًا، فيتشكل انطباع أن"العقلانية"تُبطئ الإنجاز وأن"الواقعية"شكل من الاستسلام.
لكن الشعبوية لا تعمل فقط بالمنطق، بل بالأداء.هنا يبرز طرح"الشعبوية كأسلوب سياسي مُؤدّى"لا كجوهر ثابت:شعبوية تُمارَس وتُجسَّد وتُعرض عبر لغة الجسد، النبرة، الاستفزاز، والقرب المصطنع من"الناس".ضمن هذا المنظور، تصبح"الأزمة"جزءًا من المسرح السياسي:ليس شرطًا أن تكون الأزمة موجودة بالدرجة نفسها، بل يمكن"أداؤها"وصياغتها على نحو يضع الشعب في مواجهة"آخر خطر"ويبرر قيادة قوية وحلولًا مباشرة(Moffitt,2015).وهكذا تُبنى صورة"المنقذ"مقابل"النظام الفاسد"، وهي صورة تتطلب اتساقًا تسويقيًا:زي، قاموس، غضب محسوب، مباشرية، وادعاء كسر البروتوكول.هنا تلتقي الشعبوية مع أدبيات التسويق السياسي:السياسة تُقدَّم كمنتج، والزعيم كعلامة تجارية، والجمهور كمستهلك يبحث عن"قيمة"سريعة وواضحة(Lees-Marshment,2001).ويزيد هذا الاتجاه حين تتقاطع السياسة مع ثقافة المشاهير:السياسي يكتسب شرعية تمثيلية عبر حضور إعلامي وشخصنة الرسالة، لا عبر مؤسسة أو برنامج طويل(Street,2004).
ثم تأتي"البيئة الخوارزمية"لتجعل هذا المنتج أكثر قابلية للانتشار.فالسوشيال ميديا لا تكافئ بالضرورة الأدق، بل تكافئ الأكثر جذبًا وتفاعلًا، وغالبًا ما تكون العاطفة والدهشة والغضب وقودًا للتداول.أبحاث عن"فيروسية"المحتوى تشير إلى أن المحتوى الذي يثير مشاعر قوية يميل إلى الانتشار أكثر.وعلى مستوى السياسة الأخلاقية تحديدًا، تُظهر دراسة واسعة أن وجود كلمات"عاطفية–أخلاقية"في الرسائل يزيد من انتشارها داخل الشبكات الاجتماعية(Brady et al.,2017).ومن جهة أخرى، يوضح تحليل ضخم لانتشار الأخبار على تويتر أن الأخبار الكاذبة تنتشر أسرع وأبعد وأعمق من الأخبار الصحيحة(Vosoughi et al.,2018).أما ظاهرة"غرف الصدى"، فتسهم في تحويل الرأي إلى حقيقة داخل جماعات متجانسة:إذ يميل المستخدمون إلى التعرض لمحتوى متوافق مع ميولهم نتيجة الروابط الاجتماعية وخوارزميات التخصيص.ويحذّر بارايزر من أن"فقاعة الترشيح"تجعل الأفراد محاصرين داخل رؤى ضيقة تعزز الاستقطاب(Pariser,2011).ضمن هذا المشهد، الشعبوية"مثالية خوارزميًا":عدو واضح+حل سريع+شحنة عاطفية+قالب قصير=محتوى قابل للتضخيم.
المحور الثالث:لماذا يصعب مقاومة الشعبوية؟ فشل المؤسسات وصراع السرديات في زمن التشتت
الصعوبة الأولى في مقاومة الشعبوية ليست في قوتها فقط، بل في بطء خصومها البنيوي.المؤسسات الديمقراطية الحديثة صُممت لتكون بطيئة نسبيًا:فصل سلطات، إجراءات، تدقيق، توازنات.هذا البطء ليس عيبًا بالمطلق، بل صمام أمان ضد التهور.لكن في عصر يتوقع فيه الجمهور نتائج فورية، يصبح البطء المؤسسي ضعفًا اتصاليًا، وتبدو البيروقراطية كأنها"تواطؤ"لا كضبط.في المقابل، يقدم الزعيم الشعبوي أداء السرعة:وعود فورية، قرارات حاسمة، صراع مباشر.حين تضعف الثقة، تتحول"الوساطة"(البرلمان، القضاء، الإعلام المهني)من ضمانة إلى عقبة في نظر الجمهور.وهنا تظهر معضلة:المؤسسات لا تستطيع ببساطة أن تتخلى عن بطئها دون أن تُفكك ذاتها، لكنها تخسر سرديًا أمام من يعد بتجاوزها.
الصعوبة الثانية معرفية–اتصالية:"لغة الخبراء"غالبًا لا تنافس"لغة المنتج الشعبوي".فالمعرفة المتخصصة تحتاج تفصيلًا واحتمالات وشروطًا، بينما الشعبوية تقدم يقينًا.أبحاث المعالجة المعرفية تشير إلى أن التعقيد اللغوي قد يولد انطباعًا سلبيًا ويقلل الفهم والثقة؛ فحتى"استخدام كلمات طويلة بلا ضرورة"يمكن أن يجعل المتلقي يقيم الكاتب على نحو أسوأ(Oppenheimer,2006).وحين يدخل عامل"الكسل المعرفي"، يصبح الناس أكثر قابلية لقبول عناوين مثيرة دون تمحيص؛ وتُظهر أبحاث أن قابلية تصديق الأخبار المضللة ترتبط بنقص الاستدلال أكثر مما ترتبط بالتحيز الحزبي(Pennycook&Rand,2019).ويمكن ربط ذلك بمفهوم"الانعكاس المعرفي":القدرة على مقاومة الإجابة الحدسية الأولى لصالح تفكير أبطأ، وهي مهارة لا تعمل تلقائيًا تحت ضغط السرعة والضجيج(Frederick,2005).عندما تكون المنافسة في مساحة 20 ثانية، تميل الكفة لصالح من صمم رسالته لتفوز في هذه المساحة.
الصعوبة الثالثة سردية:القصة تتغلب على الإحصاء.المنصات تكافئ ما يصلح للعرض:لقطة، غضب، مفارقة، اتهام، اعتراف.ومع"ما بعد الحقيقة"تصبح العاطفة بوابة القناعة، ثم يأتي العقل لاحقًا لتبريرها، لا لصنعها.وهذا ما يفسر لماذا تبدو حملات"تصحيح المعلومات"محدودة الأثر أحيانًا:فهي تدخل المعركة متأخرة وبأدوات لا تنتشر بالسرعة نفسها، بينما تُظهر دراسات أن المعلومات غير الدقيقة قد تملك أفضلية تداولية(Vosoughi et al.,2018).وزاد الأمر تعقيدًا أن المنصات لا توزع الانتباه بالتساوي:المحتوى الأكثر إثارة ينتشر أكثر، والمحتوى الذي يدمج الأخلاق بالعاطفة يحصد تفاعلًا أعلى(Brady et al.,2017؛ Berger&Milkman,2012).هكذا يصبح الصراع ليس بين"حقيقة"و"كذب"فقط، بل بين شكلين من السرد:سردية رشيقة عاطفية سهلة، وسردية دقيقة بطيئة مكلفة.
في ضوء ذلك، يمكن طرح سؤال المستقبل:هل الشعبوية مرحلة عابرة أم مستقبل السياسة؟ بعض الباحثين يرون أن الشعبوية باتت"روح زمن"في ديمقراطيات عديدة، أي نمط خطاب تسلل إلى التيار العام وليس مجرد هامش(Mudde,2004).ويرى آخرون، مثل نوريس وإنغلهارت، أن صعود الشعبوية السلطوية يتغذى من"الارتداد الثقافي"بين المحافظين اجتماعيًا والليبراليين، ما يجعل الظاهرة قابلة للتجدد(Norris&Inglehart,2019).إذا صح هذا، فمقاومة الشعبوية لا تكون فقط عبر مهاجمة خطابها، بل عبر معالجة شروط إنتاجها:إعادة بناء الثقة، تحسين قدرة المؤسسات على التواصل بلغات مفهومة دون التخلي عن الدقة، وتقليل الحوافز الخوارزمية التي تكافئ الغضب والتضليل.ويستلزم ذلك انتقالًا من استراتيجية"التصحيح بعد الانتشار"إلى استراتيجية"منع قابلية الانتشار":دعم مهارات التحقق، وتبسيط خطاب الخبراء دون تسطيح، وابتكار قنوات تعيد وصل السياسة بتجربة المواطن اليومية.
خاتمة
الشعبوية تربح في عالم معقد لأنها لا تحاول أن تحل التعقيد بقدر ما تحوله إلى معنى بسيط قابل للتداول:عدو واضح، حل مباشر، وقيادة تتقن الأداء في فضاء رقمي سريع.جذورها تمتد من حاجات نفسية(اليقين، الانتماء، التعويض عن فقدان السيطرة)إلى هشاشة اجتماعية–مؤسسية(فجوات ثقة وضغينة متراكمة)، ثم إلى بيئة خوارزمية تكافئ العاطفة والاختصار وتمنح ميزة للسرديات المثيرة حتى حين تكون غير دقيقة.لذلك، التحدي الحقيقي ليس"إسكات الشعبوية"بل جعل السياسة نفسها أكثر قدرة على إعادة إنتاج المعنى والثقة دون الوقوع في التبسيط المضلل:سياسة تستطيع أن تقول الحقيقة بلغة مفهومة، وأن تعترف بالتعقيد دون أن تترك المواطن وحيدًا أمامه.

التعليقات