هل فعلاً أنقذت صفقة أكتوبر نتنياهو… أم أجّلت سقوطه؟

نجح نتنياهو في تجميد الانهيار، لا في منع سقوطه؛ فالزمن الذي اشتراه بات يعمل ضده ببطء وثبات.

هل فعلاً أنقذت صفقة أكتوبر نتنياهو… أم أجّلت سقوطه؟

حين أقرّ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر 2025، لم يكن ذلك مجرّد تحول عسكري مؤقت، بل كان اختبارًا استراتيجيًا لبنية القيادة الإسرائيلية وقدرتها على الصمود تحت ضغط داخلي غير مسبوق.في هذه اللحظة الحساسة، تحوّل بنيامين نتنياهو من رئيس حكومة ملاحَق قضائيًا إلى مهندس سياسي يحاول إعادة إنتاج شرعيته المتهالكة عبر صفقة مصمّمة للبقاء أكثر من السلام.

منذ اليوم الأول، أعاد نتنياهو صياغة الخطاب الرسمي ليحوّل الهدنة إلى“انتصار سيادي”لا“تنازل اضطراري”.استثمر الغموض المتعمّد في بنود الصفقة ليحافظ على مساحة مناورة بين معسكرين متناقضين:اليمين المتشدد الذي يرفض أي تهدئة، والمعارضة الوسطية التي ترى فيها نافذة إنسانية مؤقتة.وهكذا لم يكن اتفاق أكتوبر حلاً للأزمة، بل أداة لتعليق الانهيار السياسي، وصفها الباحثون بأنها«فرامل سقوط»لا أكثر.

في داخل الائتلاف، تعامل نتنياهو مع بن غفير ورفاقه بمنطق إدارة التمرّد لا كسره:قدّم لهم وعودًا رمزية باستمرار“الحسم ضد حماس”دون التزام زمني، مستثمرًا ذلك لتخفيف الضغوط ولإظهار قدرته على ضبط الانفجار الداخلي.بالتوازي، استعان بخصومه في المعارضة، وعلى رأسهم يائير لابيد، لتوفير“شبكة أمان سياسية”مكّنته من تمرير الصفقة من دون انهيار الحكومة.بهذه المرونة التكتيكية، نجح نتنياهو في تحويل لحظة الانقسام إلى منصة لادعاء الوحدة الوطنية، مقدّمًا نفسه كزعيم فوق الاستقطاب الحزبي.

مع ذلك، تكشف استطلاعات الرأي أن هذا“الانتصار”لم يبدّل جوهر المعادلة.ارتفعت شعبية نتنياهو لبضعة أسابيع فقط، ثم عادت إلى مسارها المتراجع.فالمجتمع الإسرائيلي ما زال منقسمًا بعمق:45%من الإسرائيليين يطالبون باستقالته، في حين يرى أغلبهم أن الحرب لم تحقق أهدافها.هذا يعني أن مكسبه الحقيقي كان زمنًا سياسيًا مؤجلًا، لا شرعية متجددة.

تخلص الورقة إلى أن صفقة أكتوبر كانت ذروة براعة نتنياهو في سياسة تأجيل الانفجار:جمع الأضداد، تحاشى القرارات الحاسمة، وأدار الصراع لا حله.غير أن هذه الاستراتيجية، القائمة على كسب الوقت لا تغيير الواقع، تُظهر حدود“فن النجاة”الذي أتقنه.فالعواصف التي يؤجلها اليوم، قد تعصف به غدًا، عندما تذوب التوازنات المؤقتة وتعود الأسئلة الكبرى:إلى أين تتجه إسرائيل؟ وما ثمن النجاة الدائمة؟

للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل.
 

الوسائط والمرفقات

الفيديوهات (1)
هل فعلاً أنقذت صفقة أكتوبر نتنياهو… أم أجّلت سقوطه؟
التحميلات
نتنياهو بين السياسة والنجاة- تفكيك استراتيجيات البقاء في صفقة أكتوبر 2025.pdf
308.4 KB

التعليقات