لماذا نزيد السكر والكافيين عندما يرتفع ضغط الحياة؟

نلجأ للسكر والكافيين لنهدّئ الضغط، فنحصل على راحة سريعة… وتعب أطول.

لماذا نزيد السكر والكافيين عندما يرتفع ضغط الحياة؟

في لحظات ضغط الحياة، لا نبحث فقط عن سعرات حرارية، بل نبحث عن"تعديل مزاج"سريع.لهذا يلاحظ كثيرون انهم يرفعون استهلاك السكر او الكافيين عندما تتراكم المهام، او يطول القلق، او يقل النوم.في استطلاعات"الضغط في اميركا"مثلا، قال 38%من البالغين انهم افرطوا في الاكل او اكلوا طعاما غير صحي خلال الشهر الماضي بسبب الضغط، ونحو نصف هؤلاء قالوا ان ذلك يحدث مرة اسبوعيا او اكثر.هذه الارقام لا تقول ان"السكر حل"، لكنها تكشف ان الاكل يتحول بسهولة الى اداة تكيّف عندما يضيق هامش السيطرة في الحياة اليومية.

الزاوية الاهم هنا هي الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي.الجوع الحقيقي يتصاعد تدريجيا ويهدأ عند الشبع، اما الجوع العاطفي فيظهر فجاة، ويطلب شيئا محددا(حلو، قهوة، مشروب طاقة)، ويهدف غالبا الى تهدئة توتر داخلي لا الى تغذية الجسم.بيولوجيا، الضغط النفسي ينشّط محاور الهرمونات المرتبطة بالتوتر، وقد يرتبط ذلك بتفضيل"اطعمة الراحة"الغنية بالسكر والدهون عند بعض الناس، خصوصا مع ضغط مزمن او نوم مضطرب.في المقابل، توجد بيانات تشير الى ان تناول السكر قد يرتبط بانخفاض استجابة الكورتيزول(هرمون يرتبط باستجابة الضغط)بعد مثير ضغط مخبري، وهو ما يفسر لماذا“يشعر”بعض الناس بتهدئة سريعة بعد الحلو، رغم ان هذا لا يعني فائدة صحية على المدى الطويل ولا يلغي الاثر التراكمي لعادات الاكل. 

اما الكافيين، فيدخل من باب مختلف:رفع اليقظة عندما لا نستطيع التوقف.لكن ثمنه قد يكون“جسدا متوترا”.دراسات مخبرية كلاسيكية وجدت ان الكافيين يمكن ان يزيد افراز الكورتيزول خلال ساعات اليقظة، مع حدوث قدر من التحمّل عند الاستهلاك اليومي، لكنه ليس تحمّلا كاملا لدى الجميع.ومع ارتفاع الجرعات، تظهر لدى بعض الاشخاص اعراض مثل التوتر والرجفة وتسارع الخفقان، وقد ربطت تحليلات تجميعية بين استهلاك الكافيين وارتفاع خطر القلق، خصوصا عند كميات تتجاوز نحو 400 ملغ يوميا.هنا يصبح المشهد حلقة:ضغط→كافيين للمواصلة→نوم اسوا/توتر اعلى→رغبة اقوى بالسكر“لتهدئة”التوتر.

مغناطيس الزيارة المقترح داخل الورقة بسيط لكنه كاشف:“سلم الجوع 0–10”.قبل ان تاكل، قيّم جوعك:0=لا جوع اطلاقا، 10=جوع شديد جدا.بعد الاكل بربع ساعة، قيّم الشبع:0=ما زلت جائعا جدا، 10=امتلاء مزعج.سجّل ايضا:ما الذي سبق الاكل مباشرة(ضغط عمل، خلاف، ملل، سهر)، وما الذي طلبته نفسك تحديدا(سكر/كافيين/كلاهما).كرر ذلك اسبوعا واحدا.الهدف ليس جلد الذات ولا“حمية”، بل اكتشاف نمطك الشخصي:متى يتحول الجوع العاطفي الى سكر، ومتى يتحول الارهاق الى كافيين، ومتى يصبح الاثنان طريقة سريعة لتسكين جسد متوتر.اذا كان الموضوع متكررا بشدة او يسبب ضيقا كبيرا، فاستشارة مختص صحي او نفسي تكون خطوة مفيدة وامنة.