حروب الخوارزميات: كيف يصنع الذكاء الاصطناعي قوة تتفوّق على الجيوش؟

العالم لا تديره الجيوش وحدها بعد اليوم… بل الخوارزميات التي تتحرك أسرع من أي قرار بشري.

حروب الخوارزميات: كيف يصنع الذكاء الاصطناعي قوة تتفوّق على الجيوش؟

يشهد العالم لحظة تُعاد فيها صياغة القوة من جذورها.فالدول لم تعد تتفوق بعدد الدبابات أو عمق التحالفات، بل بما تملكه من خوارزميات، بيانات، رقائق، وقدرات حوسبية.الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم بُنية استراتيجية تعمل على أربع جبهات في وقت واحد:الحرب، الوعي، الفضاء السيبراني، والاقتصاد.

في ساحة القتال، يتحول الذكاء الاصطناعي إلى“عقل ميداني”.طائرات مسيّرة تعتمد على خوارزميات تمييز بصري وصوتي أصبحت قادرة على تنفيذ المهام بشكل مستقل.في أوكرانيا، ارتفعت دقة الضربات بفضل البرامج الذكية التي قلّصت زمن الاستجابة إلى دقائق معدودة بدل الساعات.بعض الجيوش تختبر سربًا من المسيّرات الانتحارية المنسّقة ذاتيًا، بينما تستخدم الصواريخ الحديثة بصمة حرارية وبصرية للتمييز بين الأهداف، ما يجعل التشويش عليها أصعب من أي وقت مضى.الأهم أن محاكاة عسكرية أشارت إلى أن قرارًا قتاليًا قد يُتخذ خلال ثوانٍ قليلة إذا ترك بالكامل للأنظمة الذاتية، وهو ما يفتح الباب أمام“تصعيد آلي”خارج قدرة البشر على ضبطه.
ويشتد الصراع في عالم الروايات الرقمية.في مارس 2022، انتشر فيديو مفبرك يظهر الرئيس الأوكراني زيلينسكي وهو يدعو جيشه إلى الاستسلام.ورغم كشف زيفه، إلا أنه شاهده مئات الآلاف واستمر تداوله لفترة طويلة.وفي تصعيد 2025، نُشر مقطع لضربة جوية بدا“دقيقًا ونظيفًا”—ثم اكتُشف لاحقًا أنه مُولَّد بالكامل بالذكاء الاصطناعي لإظهار العملية بصورة مثالية لا تشبه الواقع.هذه الأمثلة تؤكد أن الرواية نفسها أصبحت ساحة قتال، وأن المقاطع القصيرة أصبحت قادرة على قلب رأي عام خلال ساعات.
 

 

وفي الفضاء السيبراني، ترتفع الخطورة أكثر.الخوارزميات اليوم تستطيع فحص ملايين الخوادم للبحث عن ثغرة واحدة، وتوليد برمجيات خبيثة تتكيّف لحظيًا مع الدفاعات، بل ومحاكاة سلوك الموظفين لتبدو الهجمة جزءًا من العمل الطبيعي.دول مثل كوريا الشمالية استخدمت أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ هجمات مالية ضخمة، بينما تعتمد الصين على تحليل البيانات العامة لرصد الاتجاهات الاجتماعية في دول ترتبط معها بمشاريع حساسة.في المقابل، تطور أنظمة دفاعية تستطيع اكتشاف تغير واحد في سلوك الجهاز خلال أجزاء من الثانية وقطع الاتصال تلقائيًا.
 

ويظهر الذكاء الاصطناعي بوضوح في الاقتصاد، حيث تتحول الرقائق إلى محور التنافس العالمي.الصين تهيمن على 60–70%من المعادن النادرة اللازمة لصناعة الرقائق، مثل الجاليوم والنيكل والجرافيت.بينما تنتج تايوان—عبر TSMC—أغلب الرقائق المتقدمة في العالم، لدرجة أن توقف مصنع واحد قد يبطئ الابتكار العالمي بأسره.الولايات المتحدة، من جانبها، تمسك بقمة الهرم عبر NVIDIA وAMD، وتضخ مئات المليارات لبناء مراكز بيانات وحواسيب فائقة.التوقعات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيضيف 15.7 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول 2030—أي ما يعادل اقتصادات الصين والهند مجتمعين.

 

للاطّلاع على الفيديو وقراءة الورقة التحليلية الكاملة، يُرجى التمرير إلى الأسفل

الوسائط والمرفقات

الفيديوهات (1)
التحميلات
حروب الخوارزميات كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل القوة العسكرية؟.pdf
372.6 KB